التراكم

قد نجتهد للحصول على خبرة ما بدراسة وتعلم، والمجتهد ناجح في الأغلب

ولكن النجاح الذي يُعطى بالوثائق، ويصدق بالأختام، شيء، والنجاح الموسوم بتراكم التجارب، وتكرر الفعل شيء آخر تمامًا.

المدرسة التراكمية تعطيك ما لاتعطيكه الدراسة المنهجية، فإذا كان الاستاذ في الدراسة المنهجية يوجهك، ويقدر لك اجتهادك ويتجاوز عن خطئك، فإن اساتذة المدرسة التراكمية لامرئيون، إذ يتغيرون بتعدد المواقف في حياتك، وتلون التجارب، واختلافها، ولكن كل تجربة، وكل موقف، سيراكم لديك خبرات: تنبيك دومًا أن ليس من جرب وخبر كمن ثوبه سليم(الجملة الأخيرة مقتبسة من ابن الجوزي رحمه الله) وتكشف لك بوضوح أن لاشيء يبقى كما كان، إذ تقدم الحياة الدائم نحو الأمام يفرض علينا أن نتغير، نسعى لتحسين أنفسنا، وفي سبيل ذلك قد نتخلص من أشياء أحببناها، وأشخاص ألفناهم، ولكن التراكم أنبنئنا أن التقدم للأمام يستلزم صورًا جديدة، وأوراقًا مختلفة

ومع كل الصور والأوراق القديمة التي نتخلص منها، نكتشف أن الحياة جميلة مهما كان لون أوراقها